عبدالله كمال.. أستاذ الجغرافيا الذي جعل من التعليم فنًا

 

في عالم تعليمي طغت عليه القوالب الجامدة وأساليب الشرح الروتينية، برز الأستاذ عبدالله كمال كحالة فريدة أعادت تعريف تدريس الجغرافيا، ليس كمادة دراسية فحسب، بل كفن قائم على الإبداع والتجديد.


منذ لحظاته الأولى في الفصل، اختار عبدالله كمال أن يكون مختلفًا. لم يُلقِ المعلومات كما هي، بل قدّمها بأسلوب تفاعلي جذاب، جعل من كل درس قصة تُروى، وكل معلومة تجربة تُعاش. جسّد الشخصيات التاريخية، وابتكر مشاهد تمثيلية تساعد الطلاب على فهم الأحداث والربط بينها، مما حوّل الدرس من لحظات ملل إلى مشاهد مشوّقة لا تُنسى.


أبدع كذلك في استخدام الأدوات البصرية والمجسمات الواقعية لشرح التضاريس والظواهر الطبيعية، فلم تعد الجغرافيا مجرد خرائط ورموز، بل أصبحت صورًا نابضة بالحياة يمكن رؤيتها ولمسها وفهمها بوضوح.



ولم يتوقف عند حدود الفصل، بل جعل من البيئة المحيطة وسيلة تعليمية، ومن الواقع مصدرًا للشرح. خرج مع طلابه ليروا بأعينهم الحدود والتضاريس، وربط بينهم وبين العالم الحقيقي، فأصبح الطالب يربط بين الدرس ومحيطه، ويشعر أن ما يتعلمه ليس بعيدًا عن حياته.


أسلوب عبدالله كمال هو نموذج لما يجب أن يكون عليه التعليم الحديث: تواصل، فهم، تفاعل، ومتعة. فقد غيّر نظرة الطلاب للجغرافيا، ورسّخ فيهم أن المعلومة كلما قُدّمت بحُب، وصلت بعمق.


إنه ليس مجرد معلم، بل مبدع تعليمي، وضع بصمة لا تُنسى في رحلة آلاف الطلاب، وفتح الباب أمام جيل جديد يرى التعليم بمنظور مختلف تمامًا.

أحدث أقدم