في أحد شوارع مدينة بنها، تقف لافتة صغيرة لا تشبه باقي العيادات التقليدية. لافتة كُتب عليها بخط مرح: "عيادة طب أسنان الأطفال – د. يمني الشريف"، لكن الداخل إلى هذا المكان لا يشعر أنه في عيادة، بل في مساحة صممت خصيصًا لتكون صديقة للطفولة.
يمني الشريف، طبيبة اختارت أن تضع نفسها في مكان الطفل، لا مكان الطبيب فقط. عضوة الجمعية المصرية لطب أسنان الأطفال، دارس الزمالة البريطانية في نفس التخصص. لكنها قررت أن تضيف لعلمها روحًا جديدة، فأطلقت أول عيادة متخصصة في طب أسنان الأطفال بمدينة بنها، بأسلوب إنساني فريد.
في عالم يخاف فيه الأطفال من البالطو الأبيض، قررت يمني أن تستبدله بـ"سكربات" ملونة، مرسوم عليها ألعاب وصور يحبها الصغار. أرادت أن تُطمئن قلوبهم قبل أن تبدأ العلاج. لم يكن هدفها فقط علاج الأسنان، بل علاج الخوف نفسه.
على مدار 8 سنوات، استقبلت د. يمني أكثر من 3000 طفل، وقدمت علاجًا كاملاً للفم تحت البنج الكلي لأكثر من 500 حالة، وهي أرقام تعكس ثقة الآباء والأمهات في أسلوبها، ونجاحها في تحويل الألم إلى راحة، والتوتر إلى ضحكة.
هي ليست فقط أخصائية في طب الأسنان، بل رائدة في أسلوب التواصل مع الأطفال. تعتني بتفاصيل المكان، ألوان الجدران، صوت الموسيقى في الخلفية، وحتى شكل الأدوات... كل شيء صُمم ليكون صديقًا للطفل.
تؤمن د. يمني بأن الصحة النفسية للطفل تبدأ من أول لحظة يدخل فيها العيادة، وبأن الطبيب الجيد هو من يعالج دون أن يُرعب، ويُقنع دون أن يُجبر.
وهكذا، أصبحت عيادتها وجهةً لكل أم تبحث عن مكان آمن لطفلها، ومثالًا يُحتذى به في تقديم الرعاية الطبية بقلبٍ مليء بالحب.