بين جنبات العاصمة القاهرة، ووسط حي المعادي العريق، نشأ محمد راغب عبد الفتاح، ليكون أحد أبرز رموز الجيل الجديد من رواد الأعمال الذين جمعوا بين الإرث العائلي العريق والطموح الحديث، فصنع من تجربته في مصنع راغب قاعدة انطلاق نحو آفاق أوسع، سواء داخل مصر أو على مستوى القارة الأفريقية.
محمد راغب هو ابن لعائلة لها جذور عميقة في الصناعة، فوالده المهندس راغب عبد الفتاح وضع أسس مصنع راغب منذ أكثر من ثلاثين عامًا، فيما تولّى شقيقه الأستاذ شريف راغب عبد الفتاح مهام التشغيل والإنتاج. أما محمد، فقد قرر أن يسير على خطاهم لكن بخطى تختلف في مساراتها وتوجهاتها. التحق بكلية الإعلام وتخصص في قسم العلاقات العامة، وهو ما منحه أدوات احترافية لإدارة الصورة المؤسسية والتعامل مع الكيانات الحكومية والدولية.
بعد تخرجه، لم يتجه إلى وظيفة تقليدية أو عمل مكتبي، بل قرر أن يبدأ من قلب المصنع، ليعيش تفاصيل كل قسم من أقسامه، من ورش الطباعة وصناعة الأوسمة والدروع، إلى قاعات التصدير والتوريد. هذه التجربة المباشرة صقلته، وعززت من مهاراته في القيادة والإدارة، وجعلته لاحقًا يتولى منصب مدير العلاقات العامة والعلاقات الحكومية في المصنع.
من خلال هذا المنصب، نجح محمد راغب في خلق شبكة علاقات واسعة مع مؤسسات الدولة والجهات السيادية، مما ساعد في تثبيت اسم المصنع كمورد موثوق للمؤسسات الرسمية. المصنع أصبح مسؤولًا عن تنفيذ الهدايا الرسمية والدروع التذكارية التي تُقدَّم في مناسبات وطنية، مثل احتفالية عيد العمال التي شهدت تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي لكبار العاملين المصريين بدرع من تصميم المصنع.
لكن الطموح عند محمد راغب لم يتوقف عند حدود الصناعة التقليدية. فقد أدرك مبكرًا أن التوسع الاقتصادي لا يكون فقط بزيادة الإنتاج، وإنما بالتحرك نحو مشروعات جديدة واستثمار قطاعات مكملة. فأسس شركة “فوكاس” لإدارة المشروعات، وهي كيان متخصص يتولى تطوير المشاريع العقارية والإدارية، ومن أبرز أعمالها مشروع إداري فندقي متكامل في منطقة دجلة بالمعادي، يدمج بين التصميم العصري والخدمة عالية الجودة.
ولأنه يُؤمن بأهمية البنية التحتية اللوجستية في دعم الصناعة، أنشأ شركة “ريد لاين لوجستيك” التي تقدم خدمات شحن وتوزيع تعتمد على أنظمة تتبع ذكية، مما ساعد في تعزيز قدرات المصنع في التوريد الداخلي والخارجي.
وبفكر شبابي مواكب للتكنولوجيا، عقد شراكة مع منصة “جوميا” لتسويق منتجات المصنع إلكترونيًا، ما فتح آفاقًا جديدة للتصدير الرقمي، وأتاح للفئات الشبابية ورجال الأعمال والمصالح الحكومية طلب المنتجات من أي مكان في مصر، أو حتى في بعض الدول الأفريقية.
من خلال منصبه كوكيل الاتحاد الإفريقي للتوريدات العمومية، تمكن محمد راغب من دعم صورة المنتج المصري داخل الأسواق الأفريقية، حيث تم اعتماد منتجات مصنع راغب كمصدر رئيسي للتوريدات في بعض الدول، وهو إنجاز يثبت أن الصناعة المصرية قادرة على المنافسة خارج الحدود.
ويضع محمد نصب عينيه في المرحلة المقبلة التوسع الزراعي من خلال مشروعات استصلاح الأراضي، وتصدير الفواكه والخضروات، كامتداد طبيعي لمشروعه الاقتصادي المتكامل الذي يربط بين الصناعة، العقار، اللوجستيات، والتجارة.
باختصار، فإن محمد راغب عبد الفتاح لا يُمثل مجرد شاب ناجح، بل منظومة متكاملة تعكس قدرة الشباب المصري على صناعة نموذج اقتصادي راسخ قائم على الابتكار، التطوير، والانفتاح على القارة الأفريقية. إنه قائدٌ يُبنى عليه الأمل في صناعة مست
قبل اقتصادي مشرق.