في زمن تتعاظم فيه التحديات على المستويين الإقليمي والدولي، تظل العلاقات الأخوية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية نبراسًا يُضيء طريق الوحدة والتعاون، ونموذجًا مشرفًا لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء في العالم العربي.
إن ما يجمع بين البلدين ليس مجرد مصالح سياسية أو اقتصادية، بل هو تاريخ طويل من المحبة المتبادلة، والتكامل الحضاري، ووحدة الهدف والمصير. وقد برهنت قيادتانا الرشيدتان — خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي — على أن إرادة الشعوب تتحقق عندما تتوحد الرؤى وتُستثمر الطاقات لبناء حاضر مزدهر ومستقبل أكثر إشراقًا.
شهدت السنوات الأخيرة تناميًا لافتًا في حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، إذ بلغت قيمة التبادلات التجارية ما يزيد عن 12.8 مليار دولار في عام 2023، وهو ما يعكس الثقة المتبادلة والآفاق الرحبة للتكامل الاقتصادي. كما يشهد التعاون السياسي والدبلوماسي تنسيقًا دائمًا يُسهم في تثبيت الاستقرار الإقليمي، وتعزيز مكانة البلدين كركيزة للأمن العربي.
وفي الوقت ذاته، يتجلى التعاون بين المملكة ومصر في مشروعات استراتيجية ذات بُعد مستقبلي، منها الربط الكهربائي بين البلدين، الذي يُعد نواة لتكامل عربي أشمل في مجال الطاقة، ويُرسخ مفهوم الشراكة المستدامة بين الأشقاء.
ومن هذا المنطلق، لا يسعنا إلا أن نعبر عن فخرنا واعتزازنا بما تحققه المملكة ومصر من إنجازات متسارعة في شتى المجالات، رافعين أكف الدعاء بأن يحفظ الله قيادتينا الحكيمتين، ويُديم عليهما نعمة الأمن والاستقرار، ويوفقهما لكل ما فيه خير الشعبين والأمة العربية والإسلامية.
وفي ذات السياق، فإننا نؤكد من القلب على أهمية نبذ مشاعر الحقد والحسد التي يُحاول بثّها بعض المغرضين والحاقدين ممن ضاقت صدورهم بما تحقق من نجاحات عظيمة في السعودية ومصر. فحب الأوطان ليس شعارًا، بل التزامٌ وولاء، وهو واجب لا يقبل المساومة. وعلينا أن نغرس في الأجيال حب بلادنا، وأن نكون جميعًا شركاء في مسيرة البناء، لا معاول للهدم؛ أن نُحسن الظن، ونعلي قيمة العمل الجماعي، ونسعى نحو مستقبل يتسع للجميع تحت راية الإخلاص والانتماء
وفي ختام هذا الحديث،
تبقى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية مثالين مضيئين لوحدة الصف العربي، ونموذجًا ناصعًا للتكامل القائم على المحبة والإخلاص والعمل المشترك. وإن ما تحقق ويُنجز اليوم على أرض البلدين هو ثمرة رؤية قيادات حكيمة، وشعوب واعية، تؤمن بأن المستقبل لا يُصنع بالأمنيات، بل بالعزم والتكاتف والعمل.
فلنكن جميعًا على قدر هذا الطموح، سواعد للبناء، وجسورًا للتواصل، لا نلتفت لصوت حاقد، ولا نعطي الفرصة لناقد هدام. فكل من يُضمر الشر لهذه المسيرة المباركة، إنما يقف على هامش التاريخ، بينما تتقدم أوطاننا بخطى واثقة نحو المجد.
نسأل الله أن يحفظ أوطاننا، ويوفق قادتنا، وأن يجعل حاضرنا زاهيًا، ومستقبلنا مشرقًا، وأمتنا العربية قوية متماسكة، لا تهزّها عواصف، ولا تُثنيها التحديات .