منيرة المسباح: مع الإرادة، لا شيء مستحيل.

 


مع الإرادة، لا شيء مستحيل.


منيرة المسباح ليست مجرد اسم عابر في عالم التنمية الذاتية. هي قصة امرأة حملت حلمها من شوارع الكويت إلى قلب مصر، وهي تعرف أن الأحلام لا تسافر بسهولة، ولا تتحقق بمجرد التمني. دخلت مصر لا كزائرة، بل كصاحبة رسالة، وكأن هذه الأرض التي يسمونها “أم الدنيا” خُلقت لتكون الرحم الحاضن لكل هدف زرعته بداخلها، حتى جاء يوم الولادة، يوم الصرخة الأولى التي أعلنت للعالم أن أول أهدافها وُلِد للحياة.


هي تعرف جيدًا أن السؤال ليس: متى أبدأ؟ أو أين أبدأ؟

السؤال الحقيقي الذي يحدد مصير كل إنسان هو: هل ستبدأ فعليًا؟

ومع كل الخوف، ومع كل التحديات، كانت إجابتها دائمًا: نعم.


منيرة المسباح، لايف كوتش ومدربة دولية معتمدة ومحترفة، لم تختَر هذا الطريق لأنه أسهل. اختارته لأنه الأصعب، لأنه يتطلب شجاعة، انضباط، وإصرار لا يملكها كثيرون. منذ صغرها، وهي ترى في العلم رفيقًا لا يُستغنى عنه، وفي التعلم سلاحًا ضروريًا لخوض معارك الحياة. بين القراءة والكتابة والتدريب، وجدت مكانها الطبيعي. لكنها لم تكتفِ بأن تجد ذاتها؛ أرادت أن تكون يدًا ممدودة لكل من يشعر أنه عالق في مكانه، لكل من يحتاج إلى دفعة صغيرة تفتح أمامه طريقًا كان يظنه مغلقًا.


تقول منيرة:

“هدفي أن أكون مؤثرة، ملهمة، أغيّر المفاهيم الخاطئة في المجتمع، أحول السلبيات إلى إيجابيات، وأخلق مساحة جديدة لكل من يريد النهوض.”


لكن أي إنجاز حقيقي لا يأتي دون ثمن.

الطريق الذي سلكته لم يكن مفروشًا بالورد. لم يكن فيه مجاملات ولا اختصارات سحرية.

واجهت الصعوبات، سقطت، تعثرت، نهضت، وسقطت من جديد.

دفعت ثمن كل خطوة، ليس ماديًا فقط، بل نفسيًا.

تعلمت بالطريقة الأصعب أن النجاح لا يُقدَّم لك على طبق، بل تُنتزَع قيمته بكفاحك، بدموعك، بصبرك، بتعبك.

النجاح الحقيقي لا تشعر بطعمه إلا حين تدفع ثمنه كاملًا، بلا خصم، بلا تخفيض.



لهذا، لم تعد تعترف بعبارات مثل: “لا أستطيع”، أو “أنا مشغولة”، أو “ليس لدي وقت”.

كل هذه الكلمات تحولت في قاموسها إلى أعذار فارغة.

لماذا تؤجلين أهدافك؟ لماذا تؤجلين سعادتك؟ لماذا تضعين حياتك في الانتظار بينما الآخرين يركضون نحو أحلامهم؟

كل يوم تنتظرينه هو يوم تفقدين فيه فرصة.

كل لحظة تؤجلين فيها قرارك، تدفعين ثمنها لاحقًا من قلبك، من وقتك، من مستقبلك.


منيرة تعرف أن التغيير يبدأ من الداخل.

أن لا أحد سيفتح لك الأبواب إن لم تطرقيها بنفسك.

أن الحرية لا تُمنَح، بل تُنتَزَع.

وأن القوة لا تأتي من الخارج، بل تُبنى داخل كل واحدة منا، اختيارًا بعد اختيار، قرارًا بعد قرار.


مع الإرادة، لا شيء مستحيل.

ابدئي الآن، ليس لأن الظروف مثالية، بل لأنك تستحقين أن تعيشي الحياة التي تحلمين بها.

فالحياة لا تنتظر أحدًا. والفرص لا تأتي لمن يجلس في الظل.

ابدئي، تحركي، وانظري كيف يبدأ الكون في التحرك معك.



في النهاية، لا تنسي هذه الحقيقة:

أنتِ إما تختارين طريقك، أو سيفرضه عليك الآخرون.

لا تنتظري أحدًا.

أنتِ وحدك المسؤولة عن كتابة قصتك.


ابدئي الآن، لأن كل ثانية تمر هي ثانية تدفعين ثمنها لاحقًا.

مع الإرادة، أنتِ لا تهزمين فقط الظروف — أنتِ تخلقين حياة تستحقينها بكل فخر.

أحدث أقدم