العلم على يديه… يصبح حكاية جميلة
في أحد فصول مدرسة صلاح الدين بالقليوبية، لا تُدرّس العلوم كمادة جافة تُحشى في العقول، بل تُروى كقصة، تُعاش كل تفاصيلها، وتُفهم بمعناها الحقيقي. هناك، يقف الأستاذ مصطفى خليل، لا كمعلم فحسب، بل كقائد رحلة في عالم الاكتشاف والمعرفة.
ما إن تبدأ حصته، حتى تشعر بأنك انتقلت إلى عالم آخر. لا سبورة تقليدية ولا شرح ممل، بل حوار حي، تجارب بسيطة لكن مدهشة، وربط دائم بين ما نتعلمه وما نعيشه. يجيد الأستاذ مصطفى أن يجعل كل طالب يشعر بأنه قادر على الفهم، على السؤال، وعلى أن يكون عالمًا صغيرًا في بدايته.
لكن جمال هذا المعلم لا يتوقف عند شرحه؛ بل في إنسانيته. يعرف أسماء طلابه، يستمع لهم، يشجعهم، ويعامل كل واحد منهم كأن له مكانة خاصة. وعندما تنتهي الحصة، لا يخرج الطلاب فقط بمعلومة، بل يخرجون بدافع… بدافع لحب العلم، وحب المدرسة، بل وحب أنفسهم.
الزملاء يرونه المعلم الذي لا يهدأ. دائم المبادرة، دائم التطوير. يحمل بين يديه خبرة السنوات، لكنه يعلّم وكأنه في أول يوم له، بشغف لا ينطفئ، وبطاقة لا تنفد.
في زمنٍ نبحث فيه عن قدوة حقيقية، يقف الأستاذ مصطفى خليل شامخًا، لا بالكلمات، بل بالأثر الذي يتركه في كل من يمر بفصله. هو ببساطة، معلم يعلّمك كيف تتعلم، ويذكّرك دومًا بأن التعليم رسالة، ومن يحملها بحقّ، لا يُنسى أبدًا