أعلنت الهيئة المصرية العامة للكتاب فوز قصة “الفزاعة” للكاتب الدكتور هاني الشافعي، بالجائزة الأولى في فرع القصة الرمزية، ضمن فعاليات مسابقاتها الأدبية لهذا العام. وتُعد القصة جزءًا من مجموعة “كفر طعطع”، الصادرة مؤخرًا، والتي أثارت اهتمام الأوساط الثقافية والنقدية لما تتضمنه من رموز ودلالات عميقة تمزج بين الواقع والمجاز.
جاء تتويج القصة تتويجًا مستحقًا لنص سردي محكم، استطاع ببراعة أن يُسقط الهيبة الزائفة عن السلطة الشكلية من خلال رمز بسيط لكنه فاعل: الفزاعة
فزاعة الحقل… وسلطة الخوف
تصور القصة، بأسلوب شاعري مشحون بالإيحاء، فزاعة تقف شامخة وسط الحقل، تبدو للوهلة الأولى كرمز للحماية والسيطرة، لكنها سرعان ما تنهار مع أول اختبار حقيقي. تتحول الفزاعة تدريجيًا إلى رمز للسلطة الزائفة، أو لأي كيان يستمد هيبته من الصورة لا من الجوهر.
يُظهر السرد التحول الدرامي للفزاعة من رمز يُخيف الطيور إلى جسدٍ هشّ تتقاذفه الرياح وتنهشه الغربان، في إسقاط رمزي على تهاوي البنى السلطوية الجوفاء
"رموز تنطق"
الكاتب استخدم رموزًا بصرية محكمة، من بينها:
• الطاقية البالية: دلالة على سلطة موروثة بلا فاعلية.
• الرقصة مع الريح: انعدام الثبات والتماهي مع الفوضى.
• السنابل المنتشية: جمهور مغرر به بالمظاهر.
• الطيور الجائعة: الحقيقة التي تفترس الوهم حين يسقط قناعه.
في تعليق نقدي خصّ به القصة، أشاد أستاذ البلاغة والنقد الأدبي بجامعة عين شمس، الدكتور يوسف حسن نوفل، بالنص ووصفه بأنه “نموذج متكامل للرمز الأدبي الفاعل”. وأكد أن الفزاعة في القصة ليست مجرد وسيلة لتخويف الطيور، بل تمثيل درامي لمجتمع يقدّس القشور، ويخشى المواجهة.
وأضاف: “القصة لا تُروى، بل تُبنى كرقصة رمزية، تتصاعد حتى لحظة الانكشاف، حين تنهار الطاقية ويتهاوى الرداء، وتزحف الطيور دون خوف.. الكاتب لا يسخر من الفزاعة، بل يُدين صمت السنابل من حولها”
احتفاء واستحقاق
الفوز الذي حققته قصة “الفزاعة” ليس فقط انتصارًا لنص أدبي رمزي، بل تأكيد على أن القصة القصيرة لا تزال قادرة على أن تناقش قضايا السلطة والوعي والمجتمع بلغة المجاز، وبأسلوب شعري مكثف لا يضحي بالوضوح.
وختامًا، تبقى “الفزاعة” قصة تلقي بظلالها على واقعنا، وتدفعنا للتساؤل:
كم من فزاعة ما زالت واقفة في حياتنا، تلوّح لنا بهيبةٍ من قش؟